نناشدكم بدعوة مفتوحة، إلى جانب 290 مؤسسة من 50 دولة حول العالم، بوقف إطلاق نار فوري في قطاع غزة وإسرائيل لتجنب تفاقم الأزمة الإنسانية وتزايد خسارة أرواح الأبرياء هناك

نناشدكم بدعوة مفتوحة، إلى جانب 290 مؤسسة من 50 دولة حول العالم، بوقف إطلاق نار فوري في قطاع غزة وإسرائيل لتجنب تفاقم الأزمة الإنسانية وتزايد خسارة أرواح الأبرياء هناك.

شهدنا مقداراً لا يمكن وصفه من الموت والدمار في قطاع غزة وإسرائيل. آلاف السكان قُتلوا وجرحوا وهُجروا من بيوتهم. وهناك ما يقارب المائتي رهينة من ضمنهم أطفال وكبار في السن.

ذكرت هيئة الأمم المتحدة أن مخزون قطاع غزة من الماء والطعام والوقود والمستلزمات الطبية وحتى أكياس الجثث قد قاربَ على النفاد نتيجة الحصار. حذرت هيئة الأمم المتحدة أن سكان غزة، وبالأخص الأطفال، معرضون للوفاة نتيجة الجفاف الشديد وشحّ المياه.

تعرضت أحياء في غزة للدمار وتحولت إلى ركام، ولا يجد الفلسطينيون الذين يبتغون الامان مكاناً يذهبون إليه. وفورَ أن هجر الجيش الإسرائيلي سكان شمال غزة بأمر منه، قُصف النازحين فور محاولتهم الفرار من شمال غزة أو حتى عند وصولهم جنوب القطاع.

قادتنا أحداث الأسبوع المنصرم وحدها إلى حافة كارثة إنسانية لا يستطيع العالم أن يقف ساكناً امامها. فهذه هي مسؤوليتنا جميعنا أن نتحرك ضدها.

وفي يوم الأحد الموافق للخامس عشر من تشرين الأول، ناشدَ مُنسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة أطراف النزاع كافة، والدول الأعضاء ذي النفوذ، للاتفاق عاجلاً على وقف لإطلاق النار لأغراض إنسانية.

سنجمع أصواتنا اليوم ونطالب جميع رؤساء الدول إضافةً إلى مجلس الأمن التابع لهيئة الأمم المتحدة وكل الجهات الفاعلة على الأرض بحفظ حياة الناس وجعلها ركيزة أساسية تأتي قبل كل شيء. وخلال وقف إطلاق النار هذا، ندعو جميع الأطراف إلى القيام بما يلي دون قيد أو شرط:

1. تسهيل وصول المساعدات المنقذة للحياة والتي تتضمن الغذاء والإمدادات الطبية والوقود. وإعادة تزويد قطاع غزة بالكهرباء وشبكة الإنترنت إضافةً إلى مرور آمن للطواقم الطبية والإنسانية.

2. الإفراج عن الرهائن المدنيين كافة، وعلى وجه الخصوص الأطفال وكبار السن.

3. تمكين قوافل المساعدات الإنسانية من الوصول إلى منشآت الأمم المتحدة ومدارسها ومستشفياتها والمؤسسات الطبية الموجودة في شمال قطاع غزة، والحرص على حماية هذه المنشآت إلى جانب المدنيين والطواقم الموجودين داخلها في جميع الأوقات.

4. إلغاء أوامر حكومة إسرائيل التي تنص على تهجير المدنيين من شمال قطاع غزة.

5. السماح للمرضى في حالة حرجة بإجلائهم طبيًا للحصول على رعاية عاجلة.

يجب على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والأمين العام للأمم المتحدة وجميع قادة العالم ذوي النفوذ اتخاذ إجراءات فورية لضمان دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. ولا يزال خيارنا الوحيد هو تجنب المزيد من الخسائر في أرواح المدنيين وتجنب تفاقم الكارثة الإنسانية. أي شيء أقل من ذلك سيكون وصمة عار على ضميرنا الجماعي إلى الأبد.

المدنيون ليسوا أوراق مساومة. تحتاج العائلات إلى فرصة لدفن موتاهم والحداد عليهم. يجب أن تتوقف دورة العنف ضد المدنيين الأبرياء.